وزارة التجارة والصناعة
المعهد القومى للجودة

تجربة سنغافورة في تطبيق الجودة

تجربة سنغافورة في تطبيق الجودة

بقلم.

دكتور/ مدحت عبد الوهاب
 

أكد رئيــس وزراء سنغافــورة أن نجاح سيناريو المستقبل سيعتمد على المعرفة وسرعة الإستجابة للتغيرات الـتي ستطرأ في كل جانب من جوانب الحياة، كما نوهت بعض صحــف سنغافورة بأن الكفاح طويل الأمد من أجل النجاح الإقتصادي وسوف يكون في حلبة الفصل المدرسي أكثر منه في سوق العمل. وقد عرضت وسائل الإعلام السنغافورية وأكدت فكرة " البقاء للأذكى" واعتبرتها سمة من سمات هذا العصر.

بهذه التوجهات تطلعت سنغافورة نحو تطبيق نظام الجودة، وربطت أهدافها ورؤيتها بمبادئ الجودة، للوصول إلى التفوق وبلوغ المستوى العالمي في التعليم. وقد واجهـت سنغافورة مشكلة مؤشرات الأداء لقيــاس الجودة، فهذه المؤشرات تعتبر قيمًا عددية تساعد في تنظيم ما هو معقـد وصعب القياس، إلا أن القياس في الجودة يعـد طريقًا لتحسين الجودة النوعية في التربية، فقــد شهدت العشرون سنـة الماضيــة تطـورات هامة فـي الميــدان التربــوي السنغافوري تمثلت في:

  • جعل التعليم الإبتدائي مجاني وإلزامي، وكذلك مزيد من الإهتمام بالتعليم بعد الثانوي.
  • التركيز على تدريب المعلمين، والتركيز على الرياضيات والعلوم والمواد التقنية.
  • إقامة المدارس المتخصصة في الجوانب المهنيـة والتقنية والتجارية لتوفير قاعدة من القوى العاملة لخدمة التصنيع.

تمت عملية الضبط الدقيق للاتجاه الجديد نحو الجودة، ضمن عملية مراجعة للسياسة التربوية فتبين أن الحاجة باتت ملحة لإعادة النظر في الأهداف التربوية طويلة الأمد، وعرف التعليم في تلك الفترة في سنغافورة بأنه القوة الرئيسية التي توجه البلاد نحو دخول الألفية الثالثة، لذا كان يجب أن يحقق التعليم الجودة الحقيقية، لتطوير الفرد فكريًا، وخلقيًا، ويطور كل طفل بحيث يستغل أقصـى إمكاناته وقدراته فاستحدثت عملية التصنيف لتوفير مختلـف القـدرات، وجـرت مراجعة المناهج لتحقيق مزيد من التوازن وبناء مجتمع قوي منضبط من الناحية الإجتماعية، كما تم تعزيز نظام الإدارة المدرسية وقد شهدت التسعينات من القرن العشرين تطور إدارة الجودة في سنغافورة والتأكيد على ضمان تحقيقها، فشمل برنامج التعليم السنغافوري الخطوات التالية:

  • تزويد الجميع بالتعليم، وزيادة التمويل والحوافز التعليمية
  • اجتذاب المعلمين المتميزين
  • رفع كفاءة معاهد التعليم التقني
  • زيادة عدد الأماكن في التعليم بعد الثانوي

 كما تم إعتبارالجامعات مؤسسات تعليمية رئيسية بصفتها راعية وناقلـة للمعرفة، حيــث أصبحت وعلى نحو متزايــد مهمـة للصناعة وأساسًا لتكوين الثروة من خلال نقل التقنيــة إلــى الصناعــة بواسطة الدراسات والبحوث، وشملت الجهود المبذولـة لرفــع مستــوى التعليم الجامعي ما يلي: 

  • مراجعة المناهج الجامعية لضمان حداثتها، حتـى لا يتم تبديــد للطاقات في التعلم غير المنتج.
  • توسيع قاعدة المعرفة للتخصصـات بدرجة تكفي لتخريج طلبة متكاملي المعلومات.
  • مراجعة إجراءات التقويم مثل اختبارات الكتاب المفتوح (open book) بهدف ضمان اختبار الكفاءات المطلوبة.
  • إستحداث إستراتيجيات تعليم وتعلم تتسم بالتجديد والإبداع، مثل برنامج تطوير المواهب.
  • إقامة معاهد بحوث وطنية عالمية المستوى يتم ربطها بشكل وثيــق بالجامعات والصناعة.
  • جعل سنغافورة مركزا للتعلم نابضا بالنشاط، مــع استقطــاب مشاركة علماء بارزين.
  • التعاون مع العمال والنقابات وأصحاب العمل لتوفير التدريـب المناسب ورفع الكفاءة.
  • إقامة بنية تحتية طبيعية وتقنية، بتجهيز المدارس بأجهــزة الحاسوب وربطها بشبكة الإنترنت.
  • استخدام تقنيات المعلومات لتمثل 30% من المنهج كمرحة أولي.
  • توفير التدريب وتطوير الموارد البشرية.

هذا والجدير بالذكر أنه تمثل الهدف عام 1991 في دخول 20% من كـل فئــة عمرية إلى الجامعات و40% إلى المعاهد متعددة التقنيات. وكانت أرقام عام 1996 على التوالي 22% و38% من فئة العمر. وفي السنوات العشر التالية أو ما يقاربها، ارتفع عدد خريجي الجامعات / المعاهد متعددة التقنيات من 9694 في سنة 1986 إلى 20868 في سنة 1996، بينما زاد إجمــالي عدد الطـلاب مــن 42317 في سنة 1986 إلى 92140 في سنة 1998.