وزارة التجارة والصناعة
المعهد القومى للجودة

القياس من أجل الصحة

القياس من أجل الصحة

بقلم.

مهندسة/باتعة معوض

مشاركة المعهد القومى للجودة مع المعهد القومى للمعايرة

فى الإحتفال باليوم العالمى للمترولوجيا مايو 2021

شارك المعهد القومى للجودة الإحتفال باليوم العالمى للمترولوجيا (عن بعد) بحضور المهندسة/ باتعة معوض على  ويأتى هذا الإحتفال فى 20 من مايو من كل عام لذكرى توقيع إتفاقية المتر الدولية فى 20 مايو 1875 من قبل ممثلين من سبعة عشر دولة التى تعد إطارا للتعاون العالمى فى علم القياس (المترولوجيا) وفى التطبيقات الصناعية والتجارية والأثر الإجتماعى لها. والهدف من هذه الإتفاقية هو توحيد القياس فى جميع أنحاء العالم حيث لايزال مهما اليوم كما كان فى عام 1875. ويشارك فى هذا الإحتفال المكتب الدولى للأوزان والمقاييس BIPM والمنظمة الدولية للمترولوجيا القانونية OIML والتى يدور إهتمامها حول المقاييس ودورها للمنفعة العامة فى التجارة والصحة والسلامة والبيئة. وقد وقعت مصر هذه الإتفاقية عام 1962  وتم إنشاء المعهد القومى للمعايرة.

ويأتى الإحتفال هذا العام تحت شعار" القياس من أجل الصحة " لما يشهده العالم فى الفترة الأخيرة من جائحة كوفيد 19 (فيروس كورونا ) التى تكتسح العالم وفى ظل إرتفاع أعداد المصابين وحالات الوفاة فى شتى أنحاء العالم مما يتطلب تكاتف العلماء وخبراء العالم أجمع من كل التخصصات ذات الصلة ومنهم علماء وخبراء القياس لإجراء الفحوصات الدقيقة بالمعامل المعتمدة دوليا للحصول على نتائج قياس دقيقة وعمل مقارنات بينية لتبادل القياسات والوصول لأدق النتائج والتى تسهم فى تحليل الفيروسات والأجسام المضادة لإكتشاف ملامح الفيروس ومراحل تطوراته وأين يكمن والوقت الذى ينشط فيه ليتمكنوا من إستهدافه وإيجاد ادوية ولقاحات مضادة للتعافى والقضاء على الجائحة. ومن هنا يظهر أهمية دور علم القياس والجهود المبذولة فى مواجهة التحديات لتوفير نتائج قياس موثق فيها ولها مصداقية معترف بها دوليا.

وبهذه المناسبة تم التأكيد على الدور المهم الذى يلعبه القياس فى مجال الصحة وفى مختلف أوجه الحياة حيث أن اليوم العالمى للمترولوجيا يأتى فى وقت تحولت فيه الخبرات والقدرات المستثمرة فى منظمات ومعاهد القياس حول العالم فى وقت قصير لمواجهة التحديات الصحية لجائحة كوفيد 19 الذى إنتشر بشكل غير مسبوق فى كل أنحاء العالم فى الوقت الذى يركز فيه العالم على تحقيق إنتعاش سريع وفعال من تأثير الجائحة. ونظرا للسرعة والخطورة التى أثر بها الفيروس على الناس فى جميع أنحاء العالم مما أجبر الحكومات على الإستجابة السريعة لمواجهة هذا الفيروس وقد ظهر منذ البداية الحاجة إلى متطلبات قياس جديدة بدءأ من الجائحة إلى إختبارات واسعة النطاق لوجود الفيروس وأداء معدات الحماية الشخصية وصولا إلى تطوير اللقاحات التى أعتمدت على القياس والتحديد الدقيق لجزيئات البروتين المعقدة والحمض النووى . وقد أدى الحجم الهائل لهذه المتطلبات إلى تغيير الأولويات الوطنية على مستوى العالم والتركيز على القدرات العلمية لمواجهة التحدى المتمثل فى حماية البشر من تاثير الفيروس. وقد أسهم مجتمع المترولوجيا فى جميع أنحاء العالم فى مواجهة هذه التحديات الوطنية والعالمية الجديدة وإستخدام خبرته الراسخة فى علم القياس لتلبية الإحتياجات الوطنية من خلال تطوير وسائل القياس وإختبار الأقنعة اللازمة للحماية الشخصية والإسهام فى تصميم وإختبار أجهزة التنفس الإصطناعية الجديدة اللازمة فى المستشفيات وكذلك تحديد وحساب جزيئات الفيروس فى عينات الإختبار بالإضافة إلى قياس كفائة جرعات اللقاح. وقد كان ذلك ممكنا بسبب القدرات التقدمية المتطورة لدعم العديد من القياسات اللازمة لحماية وتحسين الصحة.

وجدير بالذكر أن شعار الإحتفال بهذه المناسبة لهذا العام جاء بهدف زيادة الوعى بالدور المهم الذى يلعبه القياس فى الصحة ومن ثم رفاهية كل واحد منا. كما أن علم القياس يلعب دورا مركزيا فى الإكتشاف العلمى والإبتكار والتصنيع والتجارة الدولية وفى تحسين نوعية الحياة وحماية البيئة العالمية. وقد حصل التجمع الخليجى للمترولوجيا GULFMET  على الإعتراف الدولى والعضوية الكاملة للتجمع فى اللجنة المشتركة لهيئات المترولوجيا الإقليمية  JCRB   وذلك بعد إستيفائه جميع المتطلبات الفنية الواردة فى الوثيقة الدولية. وأشار ممثل مصلحة دمغ المصوغات والموازيين (مصر) لدور المترولوجيا القانونية فى مجال الصحة.

وإستكمالا للدور الهام لعلم القياس تم تطوير التشريعات التى تعد من أهم مراحل التطوير حيث تم صدور قانون عام للمترولوجيا مع المعهد القومى للمعايرة رقم203  فى 14 أكتوبر 2020 والعمل به من تاريخ  صدوره لتنظيم أعمال المترولوجيا وأنشىء المجلس الوطنى للمترولوجيا واللجان التابعة له لإصدار اللوائح التنفيذية والفنية ويختص بوضع السياسات والإستراتيجيات الوطنية المتعلقة بأعمال المترولوجيا بما يكفل حماية المستهلك والبيئة والصحة العامة وذلك من أجل تطوير منظومة التكنولوجيا لتساهم  فى رفع الحواجز وتسهيل التعاملات التجارية بين مصر ودول العالم.