وزارة التجارة والصناعة
المعهد القومى للجودة

الجودة واهميتها فى التعليم

الجودة واهميتها فى التعليم

بقلم.

مهندسة/ باتعة معوض

لاشك أن الاهتمام بالتعليم وتطويره وتحسينه أصبح من أولويات الدول المختلفة حول العالم لأن التعليم هو الذى يحدد حضارة ورقى وتميز أى بلد عن البلدان الأخرى. ويقصد بجودة التعليم بالجودة الخاصة بكل من عمليتى التعليم والإدارة وتطوير هاتين العمليتين بما يحقق حاجات المجتمع وبما يضمن إحداث تغيير جذرى فى أنظمة التعليم التقليدية ونقلها من صورتها النمطية القائمة على الحفظ والتلقين إلى الصورة الجديدة القائمة على التحليل والنفكير والابداع والعمل الجماعى. وأهمية الجودة فى التعليم  مصطلح من المصطلحات الذى أصبح يشغل بال العديد ممن يعملون بالتعليم وذلك من أجل الحصول على أفضل المستويات وأعلاها فى سبيل إعداد جيل سليم مناسب لاحتياجات العصر. وتعد الجودة فى عالمنا اليوم مطلبا ضروريا لكل منشأة ودولة تطمح لتحقيق العالمية فى الأداء والمنافسة في عالم يموج بالمتغيرات الحديثة والمتسارعة. وقد ظهر مفهوم الجودة الشاملة فى الولايات المتحدة الامريكية فى ثمانينات القرن الماضى لتزايد المنافسة العالمية على الصعيد الاقتصادى واكتساح الصناعات اليابانية للعالم وخاصة أسواق دول العالم الثالث حيث تعددت تعريفات مصطلح الجودة ومن أبرزها:

الرضا التام للعميل (ارماند فخيوم 1965) - المطابقة  مع المتطلبات (كروسبى 1979) – دقة الاستخدام حسب مايراه المستفيد (جوزيف جوران1989) – درجة منوقعة من التناسق والاعتماد تناسب السوق بتكلفة منخفضة (ديمنج 1986). ونستنتج من هذه التعاريف بأن الجودة تتعلق بمنظور العميل وتوقعاتة ومن هنا يمكن تعريف الجودة بأنها تلبية احتياجات وتوقعات العميل المعقولة. ويتضح لنا أن مفهوم الجودة فى التعليم على النحو التالى:

-هى النظام الإدارى الذى ينشأ وفق عدد من المعايير كما إنها تعتمد على استثمار المؤهلات والقدرات الخاصة بالعاملين بشكل إبداعى مما يؤدى إلى تطور المؤسسة التى يعملون بها.

-هى معايير وإجراءات يلتزم بها العاملين من أجل تحسين وتطوير التعليم وتشمل مجموعة من العمليات والأنشطة يساعد القيام بهاعلى الوصول إلى التطور ويأتى هذا من خلال توافر الأدوات والأساليب المتكاملة التى تساعد مؤسسات التعليم على ذلك.

كانت الجودة فى البداية تطبق على الانتاج ثم انتفلت إلى التعليم لأن المؤسسات التعليمية تؤهل العقول التي بإمكانها أن تبدع وتبتكر لتنتج جيل على قدر كبير من التأهيل لسوق العمل التنافسى. ومن معايير الجودة فى التعليم توجد مجموعة من المعايير التى تحقق الجودة فى التعليم ومنها الأتى:

-جودة المناهج العلمية والمقررات الدراسية وإستنادها إلى مرجع علمى يتمثل بالموضوعية والثقة وتتفق مع مواصفات ومقاييس المنتج النهائى مع التحسين المستمر لكافة جوانب التعليم (المنهج العلمى -الاسلوب الإدارى – التحفيز والدعم)

-إستغلال الموارد المالية والبشرية أفضل إستغلال

-وجود المعايير الإدارية والتربية التى تضمن كفاءة العملية التعليمية

-الحصول على أفضل النتائج فى تحصيل الطلاب للمواد الدراسية على أساس التفكير والتحليل والعمل الجماعى للطلاب لاعلى أساس الحفظ والتلقين والأنظمة التقليدية القديمة

-إدخال التكنولوجيا والأساليب الحديثة فى المنظومة التعليمية

-الإعتماد على المهارات العملية والتطبيقية بشكل أساسى فى التعليم

-إعتماد إستراتيجيات جديدة فى بناء المقررات الدراسية طبقا لمعايير الجودة والتركيز على تحقيق الهدف الأساسى من التعليم وهو إخراج جيل يملك شخصية قوية قادر على التعبير عن نفسه

-الإهتمام بتحسين البنية التحتية للنمظومة التعليمية فى المدن والقرى على حد سواء

-الإستفادة من التجارب العملية الناجحة فى العالم والنظر فى تجارب الدول السباقة والرائدة  فى مجال التعليم الإبداعى والحرص على دراسة حالات النجاح المختلفة والعمل على إسقاط هذه التجارب على أرض الواقع بما يتناسب مع ظروف الدولة

-إتباع سياسة اللا مركزية حيث أنه من المهم جدا وجود حالة من التقارب بين الإدارات فى المؤسسة وتقسيم العمل والتكييف بين الإدارات المختلفة مما يجعل هناك روح واحدة تسعى من أجل تطوير المؤسسة التعليمية والإهتمام بالعنصر البشرى ماديا ومعنويا

مما سبق يتضح لنا أهمية الجودة فى التعليم  والتى تتمثل فى:

-العمل على التطوير والتجديد والتحسين المستمر من ناتج العملية التعليمية بما يتوافق مع سياسات وأنظمة الجودة.

- زيادة الوعى لأهمية العلم والتعلم لدى الجميع.

- مشاركة جميع العاملين فى المؤسسة فى الإدارة مما يساعد على البعد عن المركزية والوحدة فى إتخاذ القرار.

- زيادة الكفاءة وإتباع الإستراتيجيات الحديثة ونمو روح الإبداع والإبتكار.

- ارتقاء الطلبة دراسيا وتعليميا ونفسيا واجتماعيا ورفع مهارات العاملين في العملية التعليمية.

الجودة الشاملة تعمل على تحسين وتطوير النظام الإدارى فى مختلف المؤسسات التعليمية بشكل عام وذلك من خلال توضيح وتحديد المسؤليات لكل فرد يساهم فى العملية التعليمية سواء كان طالبا او معلما.