وزارة التجارة والصناعة
المعهد القومى للجودة

الجودة تبدأ بجودة حياة العمل جودة الحياة الوظيفية Quality of Work Life

الجودة تبدأ بجودة حياة العمل جودة الحياة الوظيفية Quality of Work Life

بقلم.

د. أيمن الدهشان

في عصرنا الحالي تواجه المنظمات ضغوط وتغيرات مستمرة في جميع المجالات تتمثل في الزيادة المستمرة للقوي الداخلية والخارجية المؤثرة على استقرارها، وبالتالي فإن جودة حياة العمل من خلال "قدرة الفرد على إشباع حاجاته داخل بيئة عمله"، فمفهوم جودة الحياة الوظيفية ظهر ليواكب سياسات التغيير والتطوير التنظيمي وليخفف من حالات التوتر والقلق بين العاملين، الذي ساد الغرب خوفاً من الاستغناء عنهم أو تخفيض الخدمات والمزايا الاجتماعية المقدمة لهم. والهدف من جودة الحياة الوظيفية توفير حياة وظيفية أفضل للعاملين بما يسهم في رفع أداء المنظمة ويحقق الإشباع لحاجاتهم ورغباتهم، فعلينا داخل مؤسستنا الاهتمام بجودة حياة العمل لجميع العاملين في المؤسسة، والقيام بتوفير حياة عمل جيدة حتي يتم تحقيق أعلي مستويات الرضا للعاملين في المنظمات وذلك لتحقيق أعلي مستويات الخدمات المقدمة ومستويات الإنتاج.

وأرى أن جودة حياة العمل هي قدرة الفرد على إشباع حاجاته والقدرة علي التفكير الحر والنقد البناء والقدرة على التغيير والإبداع بالظروف المادية في البيئة الخارجية من خلال جودة الحياة. وهناك عدة أبعاد تؤثر على جودة حياة العمل ومن أهمها:

  1. الإثراء الوظيفي:

يعتبر العصر الحالي هو عصر النهضة الشاملة بمجالاتها كافة ووجود المنظمات الإدارية بجميع أشكالها تهدف إلي تقديم الخدمات وإشباع حاجات العاملين ويري أن مصلحة أي منظمة تكمن في القدرة على الاحتفاظ بالعاملين لديها من خلال إشباع حاجاتهم وتلبية رغباتهم عن طريق إيجاد وظائف وأعمال مثرية لهم. فالإثراء الوظيفي هو إحساس الموظف بالمسئولية وبأهمية نتائج الوظيفة وبمعرفة هذه النتائج ينعكس بالتالي إلي زيادة إحساس الموظف بالرضا عن وظيفته.

2) الحوافز:

السلوك الإنساني هو سلوك موجه نحو تحقيق أهداف معينة سواء كان الإنسان واعياً لما يبتغية من أهداف أو غير محدد الأهداف، وبوجه عام يمكن القول إن الأفراد العاملين لا يختلفون في قدراتهم وتصوراتهم للأعمال فحسب بل في دافعتيهم في القيام بها وتحقيق انجازات مرضية. فالتحفيز هو القوة التي تستثير وتدفع الفرد لأداء أفضل وذلك عن طريق الربط وفق آلية معينة بين الوضعية الخارجية المتمثلة بالحوافز، والوضعية الداخلية التي تتعلق ببيئة العمل وبالفرد وخصائصه الفسيولوجية والثقافية والمهارية والمعرفية في مواقف معينة.

 3)  ظروف العمل:

تهدف المؤسسات المعاصرة إلي إحداث نوع من التوازن بين حاجاتها وحاجات عمالها من خلال إيجاد الوسائل المناسبة لجعل العمل أكثر قدرة على إشباع تلك الحاجات، وتعد تهيئة ظروف العمل من أبرز وأهم الأساليب المتبعة في تلبية احتياجات العمل.

 4) المشاركة في صنع القرارات:

  • إن الإشتراك في صنع القرار يعطي العمال الشعور بأهميتهم مما يؤدي إلي الإخلاص في العمل والتفاني في خدمة وإعلاء صالح المنظمة والعمل على تحقيق أهدافها.
  • عملية صنع القرارات يجب ألا تكون مقصورة في يد شخص واحد كالمدير أو القائد الإداري بل يجب أن تمتد إلي معاونيه وموظفيه وكل من يهمهم أمر القرار.
  • ينصح بتمكين الشركات الموظف من المشاركة في صنع القرار، ويعتبر ذلك أحد الوسائل التي تعين الإدارة على سد الحاجات النفسية للموظفين.

وفى إحدى الدراسات بدولة تايلاند، أحد دول النمور الأسيوية المتقدمة، لمعرفة تأثير جودة حياة العمل على مؤشرات السعادة في تايلاند من خلال الإشراف على القدرات العقلية والأخلاقية، أشارت النتائج إلي أن الحياة الأسرية والحياة الاجتماعية والحياة العملية لها آثار إيجابية على السعادة في تايلاند، فهناك تأثير كبير من أن توفير حياة وظيفية أفضل للعاملين سيسهم في رفع أداء المنظمة ويحقق الإشباع لحاجاتهم ورغباتهم وهذا ما نريده لتحقيق رؤية مصر 2030 .